مهاجرون يتعرضون للتعذيب في معسكرات صحراوية بعيدة في ليبيا
كشفت شهادات تم جمعها في مواجهة أحد مهربي البشر الصوماليين – تم القبض عليه في إيطاليا العام الماضي- عن معاناة المهاجرين نتيجة فظائع ارتكبت بحقهم على يد مهربين في معسكرات بعيدة في الصحراء الكبرى .
كان المهرب السابق –عثمان محمود – البالغ من العمر اثنين وعشرين عاماً يحتجز ضحاياه في معسكر صحراوي قرب بني وليد التي تبعد 160كلم جنوب شرق طرابلس. في العام 2016 استطاع تهريب نفسه إلى إيطاليا باعتباره أحد اللاجئين. وفي 26سبتمبر تعرفت عليه إحدى ضحاياه –فتاة صومالية- عندما شاهدته بين لاجئين آخرين في أحد مراكز المهاجرين في مدينة ميلانو الإيطالية. وعندما تعرف عليه المهاجرون الصوماليون كعثمان محمود من مقديشو كادوا أن يفتكوا به قبل أن تتدخل الشرطة.
كان المهرب السابق قد اغتصب عدداً من النساء وقام بتعذيب الرجال للضغط على عائلاتهم حتى يدفعوا مزيدا من الأموال لعبور البحر الأبيض المتوسط. كان المهاجرون قد اُبلغوا بأنهم سوف يقتلون في حالة عجز العائلات عن دفع المبلغ المطلوب والذي يُقدّر بسبعة ألف دولار عن كل فرد.
كان الملف المكوّن من 41صفحة -يوثق للفظائع التي أوقعها على المهاجرين الذين لا حول لهم- قد تم جمعه من إفادات عشرة شهود –على الأقل- قد تعرفوا عليه. قال ممثلو الإدعاء “أنه أشبه بحارس في معسكرات التعذيب النازية”. وكان القاضي الذي حكم في القضية قد أمر بعدم نشر التفاصيل لأنها مؤلمة ولا يمكن مشاهدتها.
كبير ممثلي الإدعاء “ليدا بوكاسيني” ذكرت بأنها قد أصيبت بالرعب من جسامة الشهادات :” في عملي بالمهنة لأربعين عاماً لم تقابلني مثل هذه الفظائع ؛ وأن ما يجري في بني الوليد يجري أيضاً في كل معسكرات الانتقال”
قالت إحدى النساء التي احتُجزت في معسكره لخمسة أشهر حتى مارس 2016 أنه قال لها ” اخلعي ملابسك أيتها الفتاة ؛ أنت مملوكة لي ويجب أن تخضعي للأوامر؛ ثم جاء رجاله وأوثقوني على مصراعي النافذتين ؛فظللت حبيسة لثلاثة أيام بلياليها كان يتم اغتصابي فيها”
قالت إحدى ضحاياه – فتاة صومالية في السابعة عشرة من عمرها – والتي كانت أول من تعرّف عليه : ” كانت عائلتي تعاني من أجل أن تدفع المزيد من المال المطلوب حيث قال لها ” سأعتني بك الليلة ” ومنذ تلك الليلة أصبحت أعاني بشدة.” فتاة أخرى صغيرة السن قالت : ” في الليلة الأولى دخل الحظيرة وقام بإمساكي بقوة ثم قام بتمزيق ملابسي على مرأى من الجميع ثم قام باغتصابي ؛فأغمي علي وبعد أن أفقت وجدت الدماء في كل مكان؛كان يقوم باغتصابي في كل ليلة.”
” أنا لست صومالياً ! لست مسلماً ! أنا سيدكم !” هكذا كان يصرخ وهو يضرب ضحاياه الذين جاءوا عبر الصحراء من السودان ؛إريتريا والصومال”
تحدث أحد الضحايا “عثمان عبداللاوي” عن شدة الازدحام والظروف غير الصحية في المعسكر : ” كنا ننام في مظلة كبيرة ،كان هناك المئات من البشر رجالاً ونساء ؛ ننام مكدسين على بعضنا وكلما جاء مهاجرون جدد يتم حشرهم فيكون المكان أكثر ضيقاً ،نأكل القليل من الطعام السيئ ؛ كان هنالك حماماً واحداً للرجال وآخر للنساء”
ظل “النور عمر” في المعسكر مدة خمسة أشهر ” لقد شاهدت بنفسي خمسة رجال تم ضربهم بقضيب من حديد” ، قال آخرون بأنهم كانوا مربوطين بينما يقوم خاطفهم بجلدهم على باطن أقدامهم. ذكر بعضهم أنهم تعرضوا للتجويع كنوع من العقاب؛ كما كان أحياناً يضع الزجاجات البلاستيكية على ظهورهم ثم يقوم بإشعال النار فيها حتى تترك آثاراً على أجسادهم .
يتذكر “عبد اللاواني” بأنه:” كان يستمتع بالتعذيب أكثر فأكثر،وهو يتكلم ويضحك عبر الهاتف؛ كان يجد متعة في تعذيبنا”.
يواجه محمود بأربع تهم للقتل والاغتصاب المتكرر والخطف؛ وسيمثل أمام المحكمة يوم الجمعة ليتم استجوابه مرة أخرى بواسطة ممثلي الإدعاء.
شارك هذه المقالة