الظروف المعيشية القاسية تدفع المهاجرين للإنتحار في مأوى للاجئين فى تونس

حاول عدد من اللاجئين الإنتحار فى منشأة تابعة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين فى تونس بسبب الظروف المعيشية البائسة وإنعدام الاّفاق.

في 11 اّذار 2019 قام شاب إرتيري يبلغ 16 عاماً يعيش فى المركز بشرب حامض و قطع رسغه, وتم نقله على عجل إلى مستشفى محلى ولاحقاً نقل إلى قسم الأمراض النفسية حيث يخضع للمراقبة والتخدير لابقائه هادئاً. وقال فى تصريح لصحيفة الجمهورية:” لا أشعر بأننى على ما يرام هنا, ولا افهم لماذا احضرونى إلى هذا المكان, لا أحد يتحدث لغتى و  انا معزول وتحت المراقبة.”

و يتشارك العديد من المهاجرين فى المركز الإحساس بفقدان الامل و الكرب الشديد, ومؤخراً تم نقل إمرأة إرترية كانت محتجزة فى المنشأة إلى المستشفى بعد قيامها بشرب مادة تبييض.

يأوى مركز إيواء اللاجئين فى مدينة مدنيين التونسية المئات من اللاجئين وطالبى اللجوء الذين فروا من ليبيا فى محاولة لطلب اللجوء فى تونس. و يشتمل على قاصرين من غير مرافقين وعائلات مع أطفال ونساء عازبات أغلبهم من إرتريا بالإضافة إلى أجزاء أخرى من القرن الإفريقي بما فى ذلك إثيوبيا والسودان.

اصدر منتدى تونس للإقتصاد والحقوق الإجتماعية  فى كانون الثاني 2019 تقريراً عن الحالة المؤسفة للاوضاع المعيشية فى المركز, حيث يتشارك الكبار والأطفال الذين يعيشون فى المركز الحمامات ودورات المياه والتى نادراً ما تكون نظيفة, وفى الشتاء هنالك نقص فى البطانيات الدافئة والملابس والتى لا توزع عادة فى مواعيدها. وكذلك نادراً ما تتوفر المياه الساخنة و أحياناً لا توجد مياه على الإطلاق. يتم تزويد المهاجرين بقسائم طعام بقيمة أقل من 7 دولارات للأسبوع والتى بالكاد تغطى تكلفة الطعام.

تفتقر النساء اللاتي يعشن فى المركز للخصوصية وذكرت بعضهن أنهن تعرضن لإعتداءات جنسية فى الحمامات. أفاد العديد من المهاجرين الذين يعيشون فى المركز أنهم يشعرون بالعزلة, ولا يحصلون على فرص كافية للإتصال بعائلاتهم.

العديد من المهاجرين الذين فروا من ليبيا وجدوا أنفسهم فى المركز, وقال أحد الإرتريين المقيمين فى المركز:” لقد كنا بليبيا لأكثر من عام, وتعرضت زوجتى للإجهاض بسبب التعذيب, لقد دفنت أصدقائي بيدي العاريتين, لقد باعونا وأختطفونا, والأن بعد أن خرجنا أخيراً من هذا الجحيم, طلبنا مقابلة طبيب ولكن من وصولنا لم يقم بزيارتنا أحد.”

قام هؤلاء المهاجرون بالتظاهر ضد الأوضاع القاسية فى المركز, و مؤخراً في إحتجاج خارج المركز طالب 350 طالب لجوء ولاجئ أصولهم من إرتريا, السودان والصومال بوصول أسهل للدعم الطبي و أن يعيشوا حياتهم بكرامة, و أحد شعاراتهم كان ” لقد أتينا من ليبيا. يكفينا سجوناً. نريد أن نكون احراراً.”

TMP – 09/04/2019

Photo: Sara Creta / Twitter. Refugees and asylum seekers at UNHCR centres in Medenine stage a protest.