مخاطر الهجرة غير النظامية
قد يحاول المهربون إقناعك بدفع ثمن مساعدتهم للوصول إلى المملكة المتحدة عن طريق القارب، القطار، السيارة أو الشاحنة. لكن هذه الرحلة قد تكون خطرة بشكل لا يصدق. لقد قمنا بتلخيص بعض المخاطر التي قد تواجهك هنا.
غالباً ما يستخدم المهربون قوارب صغيرة غير مناسبة لعبور القناة الإنجليزية. يعدّ الممرّ المائي بين المملكة المتحدة وفرنسا واحدًا من أكثر الممرات ازدحامًا في العالم. عادة ما يخطط المهربون للعبور في الليل أو في الصباح الباكر، عندما تكون الظروف بأقصى صعوبتها. حاول بعض المهاجرين سابقًا أن يسبحوا خارجاً نحو العبّارات، لكن هذا الأمر خطير للغاية حيث أن المياه باردة جداً والتيارات شديدة القوة.
وافقت بريطانيا وفرنسا في ديسمبر 2018 على تشديد المراقبة في القناة وتعزيز إجراءات تفكيك شبكات التهريب. أعلنت الحكومة البريطانية منذ ذلك الحين زيادة مراقبة القناة عن طريق الجو والقوارب، وتعزيز دوريات المشاة على الشواطئ والمناطق الساحلية.
في الوقت نفسه، أطلقت فرنسا خطة عمل في نورد وباس دي كاليه تتضمن تعزيز إجراءات المراقبة والأمن في موانئ بولوني سور مير وكاليه، وكذلك على الشواطئ والأماكن الأخرى على طول الساحل حيث يمكن للمهربين والمهاجرين إطلاق قواربهم. كما أصبح السكان المحليون أكثر يقظة، وطُلب منهم الاتصال بالشرطة إذا ما اكتشفوا أي شيء مشبوه.
من المحتمل أنه سيتمّ القبض عليك من قبل الشرطة إذا حاولت الإختباء في سيارة أو شاحنة منتقلة عبر العبّارة أو القطار. لدى السلطات البريطانية إجراءات وتقنيات جديدة دقيقة للغاية للكشف عن الأشخاص المختبئين في السيارات، حيث يمكنهم فحص حوالي ٢٥٠ مركبة في الساعة. كما أنهم قد فرضوا غرامات باهظة على سائقي السيارات الذين يتم ضبطهم يجلبون مهاجرين غير شرعيين إلى البلاد
إذا حاولت السفر عبر نفق المانش، ستواجه خطر الكشف والإصابة بالقطار أو التعرض للصعق االكهربائي. إذا تمّ اكتشافك سيتم القبض عليك. إنّ المراقبة داخل النفق وحول مدخله ومخرجه دقيقة للغاية حيث يوجد أكثر من ٤٠٠ كاميرا أمنية، وعدة أميال من السياج الأمني العالي وكثير من الموظفين الذين يراقبون المنطقة. تمرّ القطارات عبر النفق بسرعة تصل إلى ١٠٠ ميل في الساعة، وقد سجّلت سابقًا حالات موت من الصعق الكهربائي لمهاجرين أثناء محاولتهم العبور عبر النفق
يقدّم المهربون للمهاجرين معلومات كاذبة لأن قلقهم يتمحور حول كسب المال لا حول رفاهية المهاجرين وراحتهم. يقنع المهربون المهاجرين بأن الرحلات الخطرة غير المنتظمة هي أسهل مما هي عليه في الواقع، كي يتمكنوا من تحصيل المبالغ الكبيرة مقابل خدماتهم. لكن عدم وجود بدائل قانونية أكثر أمانا يمكن أن يكون له أثمانًا خطيرة بالنسبة للمهاجر، مثل الاحتجاز والدين والاستغلال.
يُجبر المهاجرون الذين يتمكنون من الوصول إلى المملكة المتحدة في أغلب الأحيان على العبودية لقاء سداد ديونهم للمهربين. ويمكن أن يشمل ذلك الدعارة أو العبودية المنزلية.
تكون المرأة المهاجرة غالبًا أكثر عرضة لسوء المعاملة والاستغلال، لذا تميل النساء إلى عزل أنفسهن أكثر من المهاجرين الذكور. المشكلة هي أنه كلما زاد عزلهنّ، قلّ احتمال حصولهنّ على المعلومات المهمّة والمفيدة حول البدائل القانونية الأكثر أمانًا للهجرة غير النظامية.
تكون النساء عادة أكثر عرضة للإيذاء الجنسي، حيث يتم في بعض الأحيان إجبارهن على ممارسة الدعارة. كما وأنه وعلى طول رحلتهم غير النظامية للهجرة، تكون مخاطر العنف القائم على أساس جنسهنّ مرتفعة أيضًا. لا يعرفنَ بوصفهنّ مهاجرات غير شرعيات حقوقهنّ، ويحاولن عمومًا تجنب الشرطة. حتى ولو تمكنن من الوصول إلى المملكة المتحدة، سينتهي الأمر بهنّ غالبًا إلى التورّط في الديون لشبكات المهربين، واستمرار تعرضهنّ للاستغلال.
هناك احتمال كبير أن يتم القبض عليك حين وصولك أو بعده، حتى لو وصلت إلى المملكة المتحدة عبر أحد هذه الطرق الخطيرة. إذا كنت مؤهلاً لتقديم طلب اللجوء، سيتعين عليك القيام بذلك في أول بلد أوروبي مررت به بسبب قانون الاتحاد الأوروبي الذي يُدعى لائحة دبلن. بحسب هذا القانون يكون ملتمس اللجوء من مسؤولية أول بلد أوروبي يصل إليه. لذا قد تعيدك المملكة المتحدة إلى بلد أوروبي آخر إذا كنت تريد المطالبة باللجوء فيها.
إذا لم تكن مؤهلاً لتقديم طلب اللجوء، سوف تعيدك المملكة المتحدة إلى بلدك. إذا تم رفض طلب اللجوء الخاص بك دون أن تغادر البلد طوعًا، حينها يجوز لهيئة الهجرة في المملكة المتحدة ترتيب العودة القسرية لك في أي وقت.
إن الذين فشلوا في طلب اللجوء دون العودة طوعًا أو قسريًا إلى بلادهم، يِعتبرون مقيمين في المملكة المتحدة بشكل غير قانوني. كما إنهم غير مؤهلين للحصول على الدعم، بما في ذلك الرعاية الصحية أو غيرها من المزايا، ويكونون فقط قادرين على العمل بشكل غير قانوني، هذا إن وجد. يجعل هذا الأمر منهم عرضة للاستغلال، ويقلل من فرصهم في طلبات الهجرة القانونية في المستقبل.
وفقًا لقانون الإتحاد الأوروبي، يمكن احتجاز المهاجرين غير القانونيين لمدة قد تصل إلى ١٨ شهرًا قبل ترحيلهم. في عام ٢٠١٧، تم احتجاز ما يقرب من ٤٧٠٠٠ شخص في فرنسا. غالبًا ما تكون مرافق احتجاز المهاجرين في فرنسا مكتظة وتدابيرها الأمنية تكون شبيهة بالسجون. قد يكون الوصول إلى المساحات الخارجية فيها محدودًا، مع فرصة ضئيلة للأنشطة الترفيهية.
تستخدم المملكة المتحدة أيضًا مرافق احتجاز للمهاجرين. حيث لديهم واحد من أكبر مراكز الاحتجاز في أوروبا، مع ما يقارب ٢٩٠٠٠ معتقل بتهم متعلقة بالهجرة عام ٢٠١٨، بينهم أكثر من ١٣٠٠٠ باحث عن لجوء و ٤٢ قاصرًا. سيتم إعادة العديد من هؤلاء المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية أو إلى البلد الأول الذي مروا به والذين كان بإمكانهم التقدم فيه بطلب الحصول على اللجوء. كانت هناك العديد من الشكاوى حول الظروف في مرافق الحجز قصيرة الأجل، بما في ذلك سوء الإضاءة والتهوية، وعدم كفاية مرافق النوم أو الغسيل.