المخاطر الجسدية

يحاول المهاجرون الوصول إلى أوروبا من السودان بعدد من الطرق الخطيرة، مثل الاختباء في الشاحنات أو القوارب، مما يضعهم في موقع ضعيف و يجعلهم عرضة لمخاطر جسدية.

غالباً ما يضللهم المهربون بإخبارهم أن الرحلة إلى أوروبا سوف تكون آمنة وسهلة.
وعلى كل حال، يعرض التهريب المهاجرين لخطر الإساءة والاستغلال.


خلال محاولة الوصول إلى أوروبا، يتم وضع المهاجرين عادةً في قوارب مكتظة وغير صالحة للإبحار، وغالباً من دون توفير وقود وطعام وماء كافين. أو أن يتم وضعهم في أجزاء غير آمنة من السيارة والتي لا تصلح لنقل الركاب.

وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة (IOM)، حوالي 2،300 مهاجر ماتوا أو اختفوا في البحر المتوسط محاولين الوصول إلى شواطئ أوروبا خلال عام 2018. في حين اختنق العديد أو تسسم بالأبخرة  أو تم التخلي عنهم مع السيارات المعطلة على الطرق البرية.

غالباً ما يتم استغلال أو إساءة معاملة المهاجرين من قبل المهربين أثناء الرحلة إلى أوروبا، بشكل أكثر شيوعاً في ليبيا. يطالب المهربون غالباً بدفعات إضافية لكل مرحلة من الرحلة، وفي حال نفوذ المال من المهاجرين قد يتم إجبارهم على العمل عبيداً من أجل الدفع للمهربين.

يفترض على الرجال القيام بأعمال جسدية شاقة عادةً، في حين كثيراً ما تجبر النساء على العمل في الدعارة. تبعاً لفيديو السي ان ان عام 2017 عن مزادات العبيد في ليبيا، يستمرتدفق التقارير حول بيع المهاجرين من قبل المهربين في أسواق العبيد في أنحاء الدولة.

ليبيا دولة غير مستقلة للغاية، حيث كثيراً ما تختطف مجموعات الميليشيات المهاجرين وتحتجزهم رهائناً. من الشائع أن تعذب مجموعات الميليشيات الرهائن وتطالب أقاربهم في بلد المنشأ بالفدية.

يقول العديد من المهاجرين أنهم قللوا من شأن المصاعب التي سوف يواجهونها في ليبيا، وأن عبور الصحراء الكبرى في ليبيا كان أسوء جزء من الرحلة. كشفت الأبحاث التي أجرتها سيفار عن تجربة مهاجري غرب إفريقيا في ليبيا، أن أكثر من نصف المهاجرين عانوا من الإساءة الجسدية. أظهر تقرير اوكسفام أن ثلاثة أرباع المهاجرين، ممن أجريت معهم مقابلات عن تجربتهم في ليبيا، قالوا أنهم شهدوا تعرض أشخاص للتعذيب أو القتل.

في عام 2018، كان هناك أكثر من 600،000 مهاجر في ليبيا. تم احتجاز أكثر من 9،000 مهاجر في مراكز احتجاز رسمية، في حين احتجزت قوات مسلحة غير رسمية آلاف آخرين في مراكز غير رسمية، وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة (IOM)

ينتهي المطاف بالعديد من المهاجرين السودانيين في ليبيا محتجزين في مراكز الاحتجاز لفترات طويلة من الزمن. يتعرضون في الأسر لطيف من الانتهاكات على يد الحراس، إضافة إلى الإساءة على يد المجموعات المسلحة وأفراد ومهربين، بما في ذلك الليبيين ومهاجرين آخرين.

الصحراء الكبرى هي منطقة ضخمة غير خاضعة للرقابة الحكومية إلى حد كبير، من الشائع أن تقوم العصابات الإجرامية وقطاعي الطرق بمهاجمة المهاجرين واختطافهم أو الاستيلاء على ممتلكاتهم.

يمكن أن تستغرق الرحلة عبر الصحراء أسابيع. التضاريس صعبة وترتفع درجة الحرارة بشكل كبير خلال النهار، بحيث تتعطل السيارات أحياناً. إذا تعطلت السيارة أو فقد السائق قد يموت المهاجرون من الجوع أو العطش أو ضربة شمس. يميل المهربون، من أجل زيادة الأرباح، إلى حشد أكبر عدد ممكن من المهاجرين في السيارات، مما يجعل الظروف أكثر خطورة.

يبلغ المهاجرون بانتظام عن مصادفتهم جثث موتى خلال رحلتهم عبر الصحراء، وهناك العديد من التقارير الرسمية عن مئات الجثث التي تم إيجادها في الصحراء الكبرى. من المرجح أن يكون المهاجرون غير النظاميون الذين يموتون في الصحراء الكبرى أكثر من أولئك في البحر الأبيض المتوسط.

في عام 2018، اتفقت كل من السودان واثيوبيا على تشكيل قوات عسركية متحدة تراقب الحدود المشتركة في محاولة لمكافحة الاتجار بالبشر والارهاب. لدى السودان اتفاقيات أمنية حدودية مشابهة مع دول مجاورة أخرى، بما فيها ليبيا وشاد ونيجيريا. يعني ذلك أنه من المحتمل ازدياد صعوبة الوصول إلى أوروبا عبر السودان.

وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، توفي حوالي 2،300 شخص في البحر الأبيض المتوسط أو اختفوا خلال محاولتهم الوصول إلى أروربا عام 2018. أتم حوالي 1600 مهاجر سوداني الرحلة الخطيرة من ليبيا إلى إيطاليا عام 2018.

غالباً ما يكذب المهربون حول مدة الرحلة وحالة قوارب الهجرة وقدرتها على الديمومة. غالباً ما يقوم المهربون بوضع المهاجرين في قوارب مكتظة، ويعرضون المهاجرين بذلك لخطر الغرق.

المهاجرون الذين يحاولون عبور البحر المتوسط بشكل غير نظامي أكثرعرضة للتوقيف والإعادة إلى ليبيا بسبب تشديد عمل خفر السواحل الليبي. عام 2018، تم اعتراض عبور ما لا يقل عن 10،000 شخص من قبل خفر السواحل الليبي ليتم نقلهم إلى مراكز احتجاز.

الوكالات الانسانية التي كانت تنفذ عمليات البحث والإنقاذ في المنطقة يوماً، أجبرت على مغادرة المياه. يجعل هذا الأمر المهاجرين الذين يحاولون العبور بهذه الطريقة أكثرعرضةً للخطر.

كانت اسبانيا الدولة المقصد الأولى للمهاجرين غير النظاميين في عام 2018. وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة استقبلت الدولة عدد أكبر من المهاجرين غير النظاميين عبر البحر الأبيض المتوسط خلال 2018، من مجموع عددهم خلال أعوام 2015 و2016 و2017. ليست السلطات المحلية مجهزة للتعامل مع تدفق المهاجرين هذا، وينتهي المطاف بالعديد من المهاجرين إلى البقاء في مراكز مكتظة.

عبور البحر إلى إسبانيا غاية في الخطورة. وفقاً لمشروع المهاجرين المفقودين للمنظمة الدولية للهجرة، أكثر من 800 شخص ماتوا محاولين الوصول إلى اسبانيا بالقوارب عام 2018. في نفس السنة، لم يصل سوى ثمانية مهاجرين سودانيين إلى إسبانيا. في محاولة لتجنب عبور البحر الخطر، يحاول المهاجرون بشكل متزايد القفز فوق السياج الحدودي مشدد الحراسة في سبتة على الحدود المغربية الاسبانية. وقد أصيب العديد من الأسوار الشائكة.

حتى لو نجح المهاجرون بتجاوز السياج الذي يفصل المغرب عن إسبانيا، من الممكن أن تتم إعادتهم مباشرةً من قبل السلطات الإسبانية. هناك تقارير حول مهاجرين تمت إعادتهم إلى المغرب بعد فترة قصيرة من دخولهم القسري إلى إسبانيا.

شارك من خلال

سجن رجلين فرنسيين بعد مساعدتهم المهاجرين على عبور القناة الإنجليزية

حكم على رجلين فرنسيين بالسجن بعد مساعدتهما المهاجرين غير الشرعيين على عبور القناة الإنجليزية. الأول منهما هو...
أعرف أكثر

مئات المهاجرين يحتجون على الترحيل في مطار باريس

تجمع مئات المهاجرين غير النظاميين في مطار العاصمة الفرنسية باريس احتجاجًا على ترحيل المهاجرين غير النظاميين...
أعرف أكثر

حرس السواحل الفرنسي يعترض تسعة مهاجرين حاولوا عبور القناة الانجليزية

اعترض حرس السواحل الفرنسي فى يوم الأحد 19 مايو, زورقاً صغيراً كان يحاول عبور القناة الانجليزية وعلى متنه تسعة...
أعرف أكثر