العديد من المهاجرين ليسوا على علم بالمبلغ الذي سوف تكلفهم إياه الرحلة من السودان إلى أوروبا. يخبرهم المهربون أن الطريق إلى أوروبا آمن ورخيص، ويعدون المهاجرين أنهم سوف يجدون لهم فرص عمل في دول العبور. يكون الواقع غالباً مختلف.
يستغل المهربون ضعف المهاجرين. وغالباً ما بطالبون بتكاليف إضافية مع استمرار الرحلة. يتم ابتزازهم من أجل تكاليف إضافية مخفية لدفع ثمن الطعام والإقامة أو من أجل محاولات رشوة المسؤولين. في بعض الحالات، يحتجز المهاجرون رهائناً ويجبرون على دفع فدية مقابل حريتهم.
أنظمة دفع الاستحقاقات أولاً بأول، حيث يدفع المهاجرون مقابل كل جزء منجز من الرحلة منفصلاً، أصبحت أكثر شيوعاً. هذه الخدع تجعل المهاجرين أكثر عرضةً للإساءة والابتزاز.
في مقابلة مع مشروع المهاجرة، قال مهاجرو شرق إفريقيا أنهم دفعوا مبلغاً وصل إلى 3800 دولار أمريكي، من أجل الوصول إلى أوروبا من القرن الافريقي. تبلغ تكلفة التهريب من السودان إلى ليبيا حوالي 1600 دولار أمريكي، وأخيراً مبلغاً يصل 2200 دولار لعبور البحر المتوسط.

يمكن توقع ازدياد التكاليف مع عمل الحكومات على تشديد حراسة الحدود ولجوء المهربين إلى تدابير أكثر تطرفاً وخطورة للعبور. رغم عدم وجود أي ضمان بأن المهاجرين سيصلون وجهتهم المرجوة بأمان، يخاطر العديد ويدفعون التكاليف. غالباً ما ينتهي بهم الأمر مضطرين لاقتراض المال من أفراد العائلة أو بيع بيوتهم أو أعمالهم الخاصة.

في مقابلة مع مشروع المهاجرة، قال أحد المهاجرين الأفارقة أن الرحلة عبر البحر الأبيض المتوسط من ليبيا إلى أوروبا يمكن أن تكلف مبلغاً يصل إلى 3000 دولار أميركي. أخبر مشروع المهاجرة أنه، وبعد إنجازه الرحلة وصولاً إلى ليبيا، اضطر العودة إلى دياره لأنه لم يستطع تحمل تكاليف المهربين من أجل عبور البحر.

اذا وصل المهاجرون إلى الشواطئ الأوروبية، على الأرجح أن يضطروا مواصلة السفر للوصول إلى مقصدهم النهائي. السفر في أوروبا غالي. على سبيل المثال، أخبر أحد المهاجرين مشروع المهاجرة أن المهربون يتقاضون حوالي 5000 دولار أميركي لقاء السفر من كاليه في فرنسا إلى المملكة المتحدة.
تختلف تكاليف المعيشة في أرجاء أوروبا بشكل كبير، لكنها عموماً أعلى من التكاليف في دول المهاجرين المنشأ. كما أن معدل البطالة بين المهاجرين غير النظاميين في الدول الأوروبية مرتفع، لذا يصعب سداد الديون مع تغطية تكاليف المعيشة. على الرغم من أن المهاجرين الذين يتمتعون بوضع قانوني يستطيعون الاستفادة من دعم الدولة للوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم والسكن، ليس المهاجرين غير النظاميين مؤهلين للحصول على هذه المساعدة.

المهاجرون غير النظاميون الذين يصلون إلى أوروبا لا يمنحون اللجوء بشكل تلقائي وتتم إعادة البعض إلى وطنهم. أثناء انتظار نتائج إجراءات اللجوء لا يكون المهاجر مؤهلاً للحصول على تصريح عمل.

تعلم أكثر عن الحياة في أوروبا مهاجراً

التكلفة العالية غير المتوقعة للرحلة غير النظامية إلى أوروبا، تؤدي إلى اضطرار العديد من المهاجرين العودة إلى ديارهم حتى قبل وصولهم وجهتهم النهائية. ما بين كانون الثاني 2017 وأيار 2018، ساعد برنامج العودة الطوعية للمنظمة الدولية للهجرة أكثر من 23،300 مهاجر على العودة إلى بيوتهم في ليبيا. أعيد حوالي 529 مهاجر سوداني إلى السودان من ليبيا عام 2017 من خلال برنامج المنظمة الدولية للهجرة للعودة الطوعية.  

يختار المهاجرون الذين سبق وأنفقوا مبالغ كبيرة من المال على الرحلة العودة إلى بلد المنشأ. في 2017 على سبيل المثال، عاد طواعيةً حوالي 30،000 فرد من دول مختلفة إلى أوطانهم من ألمانيا. يحصل ذلك كون المهاجرين غير مدركين غالباً لواقع الحياة في أوروبا قبل انطلاقهم في رحلتهم.

يواجه المهاجرون العائدون إلى بلدانهم إثر محاولات هجرة غير نظامية فاشلة عدداُ من التحديات. يشعر بعض المهاجرين بالخزي والأسف لإضاعتهم الوقت والمال. في حين يواجه آخرون غضب عائلاتهم ومجتمعاتهم. كما يكافح المهاجرون الذين قضوا عدة سنين في الخارج للتكيف مع الحياة في بلدانهم من جديد.